الأربعاء، 30 مارس 2011

- مُتْرَفُونّ !




.
.


أخجلتها بِ مروري هذا !
كنت أمشي في دائرة .. أضعت أمي !
نادراً ما نأتي إلى هنا ،
آخر مرة خطّت أقدامي هذا المكان حينما لم أبلغ الـ 5 ،
لا أذكره ، لكنني أذكر صورته !
لذلك .. أضعت أمي
كان المكان شبه خالي ، فَ نحن في وضح النهار وأشعه الشمس تأكل ما لا يؤكل !
ومن الطبيعي أن لا أجد هنا إلا العمالة الوافدة ..
أتصل بِ أمي : " الهاتف مغلق الرجاء الإتصال في وقتٍ آخر " !
يَ إلهي ..
أمي أكان يجب أن ينغلق هاتفكِ في هذا الوقت ؟
لمحت صبية كانت معكوفة على سلة القمامة ،
تحاول إخراج الطعام منها !
وبِ جانبها كيسٌ تجمعت فيه بعض الفضلات !
سندويتش فلافل ، قارورة ماءٍ لم يتبقى منها إلا جزءٌ من خُمس ،
علبة بسكويت لا تحوي إلا خمس حبات وهذا اكبر العدد ،
وهي معتكفة على سلة المهملات تحاول إخراج شيءٍ تضيفه إلى قائمة الفضلات التي تحملها !
أخرجت رأسها .. ظننتها قطة !!!
كلا ليست قطة .. بل صبية في الـ 9 !
نظرت إلي بِ شرود تام ، ثم وقفت وركضت ..
ناديتها : حبيبتي لا تخافين تعالي !
صرخت علي : إبعدي يَ شيطانه !
وقفت خلف الجدار تراقبني بِ طرف عينها ..
حاولت الإقتراب أكثر وأكثر وأكثر !
أخرجت من حقيبتي حلوى وناديتها : طيب شرايك تأخذين هذي ؟
نظرت إلي ذات النظرة القوية : مو قلتلك إبعدي عني ؟ روحي ما أبي منك شيء !
سكت ولم أنطق بِ شيء .. وضعت الحلوى على الأرض وذهبت ،
وقفت خلف الجدار المقابل ، وقفتي كانت ذات وقفتها !
ونظرتي كانت عكس نظرتها ! .. نظرت إليها بِ إبتسامة !
عكس نظرتها القوية .. وابتعدت عنها ،
لكنني ظللت أرقبها من بعيد !
إلى حين اقتربت هي من الحلوى والتقطتها وركضت إلى ذات المكان !
ثم ذهبت وتركتها ولم التفت لها مطلقاً ..
خشيت أن تخاف من عودتي فَ تركت لها أريحية الإستمتاع بهذه الحلوى ،
حسناً ..
أمي لا أدري أين هي إلى الآن وهاتفها مغلق !
وأنا في وسط دائرة لا أعلم بدايتها من نهايتها ..
ظلتت أدور في ذات الدائرة ! .. ولم أجد نفسي إلا في ذات المكان الذي وجدت الطفلة عنده !
ووجدتها في ذات وضعها .. معتكفة على سلة المهملات !
وتنظر إلي ذات النظرة ، وذات تعابير الخوف والقوة في ملامحها ..
أرادت أن أهدم خوفها مني فقلت بِ إبتسامة من خلف النقاب : أكلتي الحلاوة ؟
نظرت إلي هذه المرة بِ نظرة مبتسمة : لا راح أخبيها لأخوي الصغير ! يحب الحلاو هذا مرة ..
توقفت ساعات العالم لِ برهة ، ثم عادت تدق مرة أخرى !
يَ الله !!! .. كم نحن أنانيون ؟
كم نحن بلا ضمير ؟
كم نحن مترفون حد الشبع ؟
كم نحن مترفون حتى موت الضمير ؟
كم نحن مترفون حد الـ [ لا كلام ] ؟
كم وكم وكم ؟ .. إلخ !
تعلم يَ إلهي قدر الـ [ كم ] الذي طرحته عليك في حين أني لا أجد جواباً إلا ..
[ متاع الدنيا قليل والآخرة خيرٌ وأبقى ] !

حينها .. لم أرد عليها ، ومضيت أدور في ذات الدائرة !
وهاتفي يرن :
" نور حياتي " يتصل بك !
وأنا لا مجيب !!!


للإستماع :
ارتباطهنـــــآ !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق